أيقظني
فيلم سينمائي
"الفيلم الحائز على جائزتين عالميتين الأولى أفضل إخراج في مهرجان مدريد السينمائي
والثانية في مهرجان ميلان السينمائي"
المخرج: ريم البيات
تمويل: صندوق إنجاز بالامارات
المنتج: أحمد الملا
المنتج التنفيذي: أحمد الشايب
مدير التصوير: علي الشافعي
مدير الإنتاج: محمد الحساوي
تمثيل: إبراهيم الحساوي، سمر البيات، عهد كامل
فيلم «أيقظني» دعوة للدخول في «حلم»
بين الواقعية وشعرية الحلم تتحرك صور الفيلم الروائي القصير «أيقظني» للمخرجة السعودية ريم البيات والذي فاز مؤخراً بجائزة أفضل فيلم روائي قصير خارجي في مهرجان مدريد السينمائي. الفيلم الذي مرّ بمراحل من البحث والتطوير إلى أن وصل إلى التصوّر الذي قدمته البيات، يمكن النظر إليه خارج النمط المعهود في الأفلام حيث القصة المترابطة والقائمة على بداية ووسط ونهاية، ففي فيلم «أيقظني» نحن أمام ما يمكن تسميته سينما «الحالة» والشعور، خصوصاً وأن الفيلم يجنح نحو التجريب السينمائي، كون النص المكتوب قائما على الأدب الشعري وليس القصصي، من خلال نصوص الشاعر أحمد الملا والتي رافقت مشاهد من الفيلم بصوت المغني اللبناني مارسيل خليفة في استعارة بالغة الذكاء.
فيلم «أيقظني»
دعوة للدخول في «حلم»
من هنا يمكن القول ان المنطقة التي يتحرك فيها الفيلم، والتي تكاد تكون نادرة وغير مطروقة في معظم النتاج السينمائي الخليجي، هي منطقة مفقودة في الاشتغال الفني السائد، ليس لأن شغل ريم البيات يقوم على «سينمة» الشعر، بل أيضاً من خلال الاتجاه نحو المنحى التجريبي الموجه لتقديم سينما فنية محضة وغير معتادة، وهو ما تؤكده البيات إذ تعلق قائلة: «منذ البداية وأنا أصر على الخروج عن المعتاد، كوني بالأساس لست اعتيادية حتى في تفكيري». مشيرة إلى أنها عملت بدقة من أجل «أخذ المشاهد إلى أقصى درجات الشعرية البصرية». مضيفة: «العمل كان أكثر على إنتاج صورة تجعل المتلقي يعيش حالة الحلم إلى أقصاه، فمن يشاهد الفيلم يصعب عليه التفريق بين الحقيقة والحلم، ولن يعرف ماذا يحدث، لأن الفيلم هو دعوة للدخول في حالة «حلم»، هي بالضرورة حالة دسمة إن كان على مستوى التصاعد بصرياً أو درامياً أو موسيقياً أو شعرياً». وعن حضور حالة «الحلم» في الفيلم، والاشتغال على سينما ذهنية تعتمد العبارة الشعرية ورمزية الصورة للعبور إلى دواخل وعي المتلقي، تعلق المخرجة السعودية: «تعاملت مع هذه الثيمة في الفيلم بتوظيف مفردات، الموسيقى، الحب، الهلاوس، الرقص.. الخ، ضمن موزاييك بصري ينفذ إلى الداخل ليحاكي لا وعي المتلقي فوراً». موضحة: «إن أكثر ما يمكن أن يوصله الفيلم هو أن العزلة بقدر ما لها من إيجابيات لها سلبيات قد تؤثر على منطق وفكر الشخصية». وعن الاتكاء على الشعر في الفيلم، تعلق البيات قائلة: «منذ أن بدأت صناعة الفيلم مع فيلم «ظلال 2008» وأنا أعمل شعراً، حتى عندما أفكر أفكر بطريقة شعرية، ومتزوجة بشاعر عظيم هو أحمد الملا، ولدي كل كتب أحمد الشعرية، وهو أعطاني كامل المساحة للتصرف بها، فمن الطبيعي أن يصطبغ عملي بهذا المد الشعري العالي». مشيرة إلى أن قراءة أو سماع القصيدة التي قام عليها الفيلم سوف تأخذ المتلقي إلى حالة أكبر من تلك التي في فيلم «أيقظني». وحول الأصداء التي رافقت عرض الفيلم في مهرجان دبي السينمائي إلى فوزه في مدريد، تشير ريم البيات: «بالنسبة للحضور، كان احتفاء العائلة والأصدقاء بالغ الأثر بداخلي، أما بالنسبة للمهرجان كمهرجان، فقد كان كبيراً جداً، وكان هنالك تصنيف، فصناع الفيلم الخليجيون كانوا في عزلة». منتقدة ما أسمته التقسيم الطبقي بين الفنانين في مهرجان دبي السينمائي. موضحةً: «الأفلام القادمة من بلدان بها تاريخ لصناعة الفيلم كمصر وأميركا ليست كالأفلام القادمة من بلدان الخليج، لذا كنت أرى أن المهرجان كبير جداً وصناع الفيلم الخليجيين لم يأخذوا حقهم». أما مهرجان مدريد السينمائي، فتقول ريم البيات: «الأمر هناك مغاير، لا تصنيف بين الفنانين ولا يضعون مخرجي بلدان معينة في أوتيلات أخرى، معزولة عن المشاركين المعروفين. مهرجان مدريد السينمائي فيه حميمية تذكر بمهرجان الخليج السينمائي».